الكسل من الصفات غير المحببة في أي شخصية، خاصة إذا تعدّى حدوده، والمرء عادة يكون كسولاً بين حين وآخر، وهذا ليس عيب كبير، إذ هي طبيعة البشر، فالجسم يحتاج إلى القليل من الكسل ما بين فترة لأخرى ليستردّ بها نشاطه، ولكن عندما يصبح الكسل مُزمناً، يؤثر في شخصية الفرد، فالنفس عندما تستعذب الخمول تدمنه، ويصبح الإقلاع عنه من الصعوبة بمكان، وعلاوة على ذلك يؤثر الكسل على علاقة الشخص بمحيطه وبأسرته وبالمجتمع الذي يعيش وسطه. فالشخص الكسول تجده دائماً مصاب بالضجر ويتخلله الجمود وانعدام الحافز لعمل أي شيء، ويتملّكه الملل المُدقع، والعزلة والجلوس طيلة اليوم، ويبدو عليه الإنهاك على الرغم من أن أكثر مجهود يقوم به هو الاسترخاء، ومن صفات الكسول أنه لا يكلّف نفسه عناء أي شيء، ولا يحب أن يبدد طاقته في أي فعل، وهو على الدوام يحصّن نفسه بالأعذار من شاكلة: لا أعرف، لم أسمع بهذا من قبل، لا أستطيع الذهاب … إلخ. السؤال هو: إذا كنت كسولاً، كيف تتخلّص من هذا الكسل؟ – إذا أردّت أن تتخلّص من الكسل، أوّل الخطوات هي أن تعترف بأنّك كسول، أي إذا نظرت في المرآة ووجدت شخصاً تنطبق عليه الصفات أعلاه، فهذا معناه أنك مصاب بداء الكسل، وفكّر بعدها في كيف تتخلص منه، وليس بأن تشغل نفسك لتقنعها بأنك لست كسلانا، الاعتراف بالكسل هو أولى الخطوات لعلاجه. – بما أننا نتحدث عن الكسل المزمن وليس العادي، لذا من الأفضل أن تفهم أبعاد كسلك، فهنالك نوع من الكسل يأتي نتاج مرض ما، قد يكون مرض عضوي أو نفسي، وإذا كان كسلك ظهر منذ فترة قريبة يمكنك استبعاد المرض كسبب، وإذا أردّت أن تتأكد أكثر يمكنك زيارة الطبيب. – يمكنك أن تجري محادثة خاصة مع نفسك وتسألها: لماذا أنت كسول؟ فهنالك من الأسباب ما تعرفه أنت فقط، حاول أن تجيب نفسك بكل شفافية، وإذا حدّدت أسباب كسلك حاول التخلص منها، فهنالك أسباب تأتي نتيجة للعادات والنشأة، فـ بالتخلص منها، ستتخلص من الأسباب الكامنة وراء الكسل. – فكّر في ما هي الفرص التي فقدّتها في حياتك نتيجة للكسل، وماذا كان يمكن أن يحدث لو أنّك تخلّصت من كسلك في تلك اللحظة، وكيف كانت ستتغير حياتك لو لم تكن كسولاً.؟ – يمكنك أن تتغلب على الكسل بالبدء في ترك العادات السيئة التي أتت نتاج الكسل، التدخين مثلاً حاول أن تتخلص منه إذا كنت مدخناً، أخرج نفسك من المكان الذي كنت منغلقاً فيه، قلّل من ساعات مشاهدة التلفزيون، الإنترنت، الألعاب، ضع لنفسك برنامج رياضي خفيف، المشي مثلاً، وستجد نفسك رويداً رويداً قد تخلصت من جزء كبير من مسببات الكسل. – حاول أن تجد لك هواية أو عمل سريعاً، فالهوايات والوظيفة من أكبر المحفزّات ليخرج المرء من قوقعته التي يعيش فيها، وحاول أن تُحي لك هواية قديمة اندثرت، المهم لا تترك لنفسك فراغاً، فالفراغ هو الذي يولّد الكسل، اشغل نفسك بأي شيء مفيد، الأمر يحتاج إلى عزيمة وإصرار، أقنع نفسك بأنك تستطيع، وستفعلها، فالجسم الذي يستسلم للكسل، هو الذي يقنع صاحبه بأنه لا يستطيع، فلا تطاوعه، لا تستمع إلى حديثه عندما تقول لك نفسك بأن العمل سيضرّ بصحتك، أو لا تجهد نفسك كثيراً، فالجسم له إمكانيات أكبر مما تتخيل، وأذكر هنا مقول الكاتب الكبير أنيس منصور حينما قال: أن الإنسان يستطيع أن يأكل رغيفاً واحداً في اليوم ويعمل لمدة عشرين ساعة بلا توقف. – حاول أن تخلق لك صداقات وأصدقاء يشتركون معك في هواياتك المحببة، يخرجون معك في نزهة قصيرة إلى مكان ما بعيد عن محيطك الذي كنت تعيش فيه، تعلّم منهم النشاط، أطلب منهم أن يساعدوك في التخلص من كسلك، وستنجح بإذن الله، فقط جرّب. – اشحن نفسك بالطاقة والحماس، لا تجعلها تستسلم للخمول، أخلق واكتشف لنفسك دوافع ومحفّزات للحياة، ضع لنفسك قاعدة أنك تستطيع فعل أي شيء، أحذف كلمة مستحيل من قاموسك، وسّع دائرة صداقاتك، أجلس مع أفراد أسرتك ونقاشهم في مختلف الأمور، شاور من تثق فيهم في مشاكلك الشخصية، ارفع شعار التغيير، ضع خطّة واسعة لتغيير تفاصيل حياتك التي كانت أسباباً في جرّك إلى الكسل والخمول، ولا تسمح للجمود بأن يتخلل حياتك، انهض من السرير، قم من الأريكة التي تسترخي عليها، اقتلع نفسك من تحت الظل، وآمن وأقتنع بأنّك ستصبح نشيطاً، مشحوناً بالحيوية، فالعقل عندما يؤمن بشيء يفعله، وثق تماماً أنك تستطيع أن تفعل ما تريده.
لماذا أنت كسول؟ وكيف تتخلص من الكسل
الكسل من الصفات غير المحببة في أي شخصية، خاصة إذا تعدّى حدوده، والمرء عادة يكون كسولاً بين حين وآخر، وهذا ليس عيب كبير، إذ هي طبيعة البشر، فالجسم يحتاج إلى القليل من الكسل ما بين فترة لأخرى ليستردّ بها نشاطه، ولكن عندما يصبح الكسل مُزمناً، يؤثر في شخصية الفرد، فالنفس عندما تستعذب الخمول تدمنه، ويصبح الإقلاع عنه من الصعوبة بمكان، وعلاوة على ذلك يؤثر الكسل على علاقة الشخص بمحيطه وبأسرته وبالمجتمع الذي يعيش وسطه. فالشخص الكسول تجده دائماً مصاب بالضجر ويتخلله الجمود وانعدام الحافز لعمل أي شيء، ويتملّكه الملل المُدقع، والعزلة والجلوس طيلة اليوم، ويبدو عليه الإنهاك على الرغم من أن أكثر مجهود يقوم به هو الاسترخاء، ومن صفات الكسول أنه لا يكلّف نفسه عناء أي شيء، ولا يحب أن يبدد طاقته في أي فعل، وهو على الدوام يحصّن نفسه بالأعذار من شاكلة: لا أعرف، لم أسمع بهذا من قبل، لا أستطيع الذهاب … إلخ. السؤال هو: إذا كنت كسولاً، كيف تتخلّص من هذا الكسل؟ – إذا أردّت أن تتخلّص من الكسل، أوّل الخطوات هي أن تعترف بأنّك كسول، أي إذا نظرت في المرآة ووجدت شخصاً تنطبق عليه الصفات أعلاه، فهذا معناه أنك مصاب بداء الكسل، وفكّر بعدها في كيف تتخلص منه، وليس بأن تشغل نفسك لتقنعها بأنك لست كسلانا، الاعتراف بالكسل هو أولى الخطوات لعلاجه. – بما أننا نتحدث عن الكسل المزمن وليس العادي، لذا من الأفضل أن تفهم أبعاد كسلك، فهنالك نوع من الكسل يأتي نتاج مرض ما، قد يكون مرض عضوي أو نفسي، وإذا كان كسلك ظهر منذ فترة قريبة يمكنك استبعاد المرض كسبب، وإذا أردّت أن تتأكد أكثر يمكنك زيارة الطبيب. – يمكنك أن تجري محادثة خاصة مع نفسك وتسألها: لماذا أنت كسول؟ فهنالك من الأسباب ما تعرفه أنت فقط، حاول أن تجيب نفسك بكل شفافية، وإذا حدّدت أسباب كسلك حاول التخلص منها، فهنالك أسباب تأتي نتيجة للعادات والنشأة، فـ بالتخلص منها، ستتخلص من الأسباب الكامنة وراء الكسل. – فكّر في ما هي الفرص التي فقدّتها في حياتك نتيجة للكسل، وماذا كان يمكن أن يحدث لو أنّك تخلّصت من كسلك في تلك اللحظة، وكيف كانت ستتغير حياتك لو لم تكن كسولاً.؟ – يمكنك أن تتغلب على الكسل بالبدء في ترك العادات السيئة التي أتت نتاج الكسل، التدخين مثلاً حاول أن تتخلص منه إذا كنت مدخناً، أخرج نفسك من المكان الذي كنت منغلقاً فيه، قلّل من ساعات مشاهدة التلفزيون، الإنترنت، الألعاب، ضع لنفسك برنامج رياضي خفيف، المشي مثلاً، وستجد نفسك رويداً رويداً قد تخلصت من جزء كبير من مسببات الكسل. – حاول أن تجد لك هواية أو عمل سريعاً، فالهوايات والوظيفة من أكبر المحفزّات ليخرج المرء من قوقعته التي يعيش فيها، وحاول أن تُحي لك هواية قديمة اندثرت، المهم لا تترك لنفسك فراغاً، فالفراغ هو الذي يولّد الكسل، اشغل نفسك بأي شيء مفيد، الأمر يحتاج إلى عزيمة وإصرار، أقنع نفسك بأنك تستطيع، وستفعلها، فالجسم الذي يستسلم للكسل، هو الذي يقنع صاحبه بأنه لا يستطيع، فلا تطاوعه، لا تستمع إلى حديثه عندما تقول لك نفسك بأن العمل سيضرّ بصحتك، أو لا تجهد نفسك كثيراً، فالجسم له إمكانيات أكبر مما تتخيل، وأذكر هنا مقول الكاتب الكبير أنيس منصور حينما قال: أن الإنسان يستطيع أن يأكل رغيفاً واحداً في اليوم ويعمل لمدة عشرين ساعة بلا توقف. – حاول أن تخلق لك صداقات وأصدقاء يشتركون معك في هواياتك المحببة، يخرجون معك في نزهة قصيرة إلى مكان ما بعيد عن محيطك الذي كنت تعيش فيه، تعلّم منهم النشاط، أطلب منهم أن يساعدوك في التخلص من كسلك، وستنجح بإذن الله، فقط جرّب. – اشحن نفسك بالطاقة والحماس، لا تجعلها تستسلم للخمول، أخلق واكتشف لنفسك دوافع ومحفّزات للحياة، ضع لنفسك قاعدة أنك تستطيع فعل أي شيء، أحذف كلمة مستحيل من قاموسك، وسّع دائرة صداقاتك، أجلس مع أفراد أسرتك ونقاشهم في مختلف الأمور، شاور من تثق فيهم في مشاكلك الشخصية، ارفع شعار التغيير، ضع خطّة واسعة لتغيير تفاصيل حياتك التي كانت أسباباً في جرّك إلى الكسل والخمول، ولا تسمح للجمود بأن يتخلل حياتك، انهض من السرير، قم من الأريكة التي تسترخي عليها، اقتلع نفسك من تحت الظل، وآمن وأقتنع بأنّك ستصبح نشيطاً، مشحوناً بالحيوية، فالعقل عندما يؤمن بشيء يفعله، وثق تماماً أنك تستطيع أن تفعل ما تريده.
الأقسام :
معلومات
Subscribe to:
Post Comments (Atom)